مع تراجع الوضع الاقتصادي لمدينة تطوان، وبعد إغلاق معبر سبتة الحدودي الذي شكل مصدرا معتمدا للتهريب المعيشي لآلاف الأسر.. ثم إطباق الجائحة على ما تبقى من أنشطة اقتصادية.. في خضم هذا الوضع، ارتفعت نسبة الاحباط واتسعت رقعة الهشاشة، ووجدت جمعية الأمل النسائية نفسها أمام ضرورة التكيف مع حاجيات المجتمع، وتعزيز مرتكزات التنمية المجتمعية التي تسعى إليها.
لم تكن جمعية الأمل النسائية تعتقد حين نشأتها قبل ما يقرب 30 سنة، أنها ستفتح أبوابها لشباب في طريقهم للتعافي من الإدمان. كانت رؤية الأمل النسائية منصبة على تأهيل وإدماج المرأة في التنمية حين نشأتها، وفق منظور يرتكز على التعليم والتأهيل والدعم الحقوقي والاجتماعي. لكنها ما فتئت تنفتح تدريجيا على أنواع مختلفة من الفئات الهشة، وتؤسس لمزيد من التعاون والتشارك بين مختلف الفاعلين العموميين والجمعويين وشركات القطاع الخاص.
فقد استطاع فضاء التوجيه والتكوين والإدماج المهني بمركز الأمل، إدماج 14 من الشباب المتعافين من الإدمان أو في طريق التعافي ضمن مستفيديه. فكيفيات التكوين من جهة، المرتكز أساسا على التأهيل الشخصي والمهني من خلال حصص المهارات الحياتية. ثم التنسيق والتعاون من جهة ثانية مع جمعية الوقاية من أضرار المخدرات بتطوان، مكن هؤلاء الشباب من الحصول على فرص للاندماج الاجتماعي على قدم المساواة مع زملائهم، ما جعل العمل مع هذه الفئة يعتبر إضافة نوعية لمسار الجمعية التنموي. كذلك هو الحال في كيفية مواكبة السيدات الأرامل لإعداد 12 ملفا كمشروع اقتصادي ذاتي، والذي تم بتعاون مع جمعية العون والإغاثة بطنجة.
“طالما عانيت من عائق التجهيز في تلبية طلبيات الحلويات، لكن الجمعية وجهتني لبرنامج المقاول الذاتي للحصول على التمويل والتكوين اللازم لأعد لمشروعي ابتداء من تعلم التعامل بالشيكات إلى كيفية التعامل مع الزبناء وتنمية المشروع، أنا أنتظر فقط قبول تمويل مشروعي لاقتناء تجهيزات متطورة ترفع مداخيلي”
م.ب أرملة أم لطفلين
فيما يخص برنامج الدعم التربوي، تم حشد 112 ولي أمر تلميذ، عبر لقاءات فردية و جماعية، لتوعيتهم بسبل المتابعة التربوية لأبنائهم. وزاد التواصل وتوطدت العلاقات بين الآباء وأطر البرنامج، في فترة الحجر الصحي لتذليل صعوبة التأقلم مع نمط التدريس عن بعد.
ساهمت الشراكة مع المندوبية الإقليمية للتربية والتعليم في جعل جهود الأطر تؤتي ثمارها، خاصة في التنسيق بين الأساتذة الرسميين وأطر البرنامج. فعملية إشراك مختلف أطراف العملية التربوية، مع آليات الدعم المتنوعة والمواكبة النفسية، مكنت 99 % من التلاميذ اجتياز موسمهم الدراسي بنجاح.
بنت الجمعية عبر مسارها شبكة من العلاقات الراسخة والمتجددة.. فكان لشراكتها مع 15 جمعية من أحياء المدينة العتيقة وجبل درسة وبوجراح، وخلق حركية جمعوية باستقطاب 1204 شابا وشابة، انخرطوا في أندية وفعاليات متنوعة، نتج عنها تأهيل 29 شابا قائدا، يخضعون للتكوين والتدريب من أجل الترافع حول مصالح أحيائهم أمام الجهات الرسمية.
جسد هذا الموسم بالنسبة لجمعية الأمل النسائية في إطار شراكتها مع المنظمة الدولية للهجرة ببرنامج فرصتي، مرحلة انتقالية من العمل على صقل المهارات والتعلمات الفردية إلى التركيز على العلاقات مع الفاعلين. وأبان عن التحديات المستقبلية للتنمية المجتمعية لمدينتها، متطلعة إلى الريادة في خلق دينامية محلية تحشد كل طاقات المجتمع نحو التنمية والنهوض.