لماذا مشروع إنقاذ؟
إن غض الطرف عن ترك الطفل للمدرسة في مدينتنا تحت أي ضغط أو إهمال، ليس سوى سماح له بالتحول إلى ضحية لمروجي المخدرات أو قطع غيار للمتاجرين بالبشر، أو هدفا لجماعات الإرهاب العنيف، وإذا لم يصبح طعاما لأسماك البحر الأبيض المتوسط فأقل الاحتمالات سوءا هي أن يكون مهاجرا غير شرعي تائها في شوارع العواصم الأوروبية.
تجربة ناضجة وفي تجدد مستمر
خلال عشر سنوات الماضية قدمت جمعيتنا برنامجا نموذجيا لمكافحة الهدر المدرسي ولدعم التلاميذ الأيتام.. استعاد بفضله هؤلاء الأمل في تشييد مستقبل آمن لهم ولعائلاتهم.
اعتمدت حصص وأنشطة الدعم على المتطوعين دائما، والذين يجدون ثمار جهدهم تعود إليهم بعد سنوات قليلة. العديد من التلاميذ الأيتام استطاعوا العودة إلينا بصفة متطوعين جدد. فقد شهدوا على أنفسهم وهم يتحولون من تلاميذ مهددين بالرسوب إلى تلاميذ يسيطرون على مسارهم التعليمي ويصنعون مستقبلهم بأنفسهم.
تفكيرنا الدائم في حماية عدد أكبر من الأطفال الذين فقدوا والديهم هو دافعنا وراء تشييد فضاء خاص للدعم التربوي يعزز قدراتنا التأطيرية وينقذ المزيد من الأطفال .
الفضاء الذي نريد
- الفضاء الذي نسعى لتهيئته يتكون من:
- الطابق الأرضي سيضم 4 أقسام، إدارة، ومرافق صحية.
- الطابق تحت أرضي: سيضم قاعة للمسرح، مكتبة، مطبخ ومرافق صحية.
- سيكون فضاء تربويا مستقلا يراعي في تصميمه المقاربات البيداغوجية التي نعمل بها،
- يقع مجاورا لمركز الأمل للتنمية الاجتماعية الذي يستوعب الكثير من الأنشطة والتكوينات الموجهة للفئات الهشة، وبه تتواجد إدارة قسم الكفالة الذي يقدم خدمات اجتماعية أخرى للمكفولين وأمهاتهم.
- كما أنه قريب من نادي الأمل للرياضة بمسافة 100متر حيث تنجز حصص التنشيط الرياضي والتي نعُدها جزءا أساسيا من مقاربتنا التربوية.
جهود متضافرة وواعدة
إن تجربتنا في مجال الدعم التربوي كانت بفضل تعاون العديد من الأفراد والشركاء، سواء في القطاع العام أو الخاص أو منظمات أهلية.. كان الجميع يدفعنا إلى توسيع خدماتنا لتشمل أعدادا أكبر. وبالفعل، في سنة 2020 استطعنا الحصول على فضاء ساهم في شراء جزء منه متبرعون يقدرون جهودنا، ويؤمنون بأهمية المشاريع التربوية الموجهة للناشئة. ثم قمنا بشراء الشطر الثاني لاستكمال تصورنا لهذا المشروع.. قامت إحدى المهندسات الشابات بتقديم مقترح تصميم هندسي ملائم لفكرتنا، ووضعنا مشروع ميزانية وحصلنا على التقديرات المالية المطلوبة لبدء أشغال التهيئة.. ونتوقع أن ينطلق العمل عليه في بداية 2022 ليكون جاهزا للموسم الدراسي المقبل 2022/2023.
أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام
إننا لن نستطيع وقف الأسباب المباشرة وراء بقاء العديد من الأطفال بلا رعاية تربوية، ولكننا نتيح الفرصة لتنظيم إمكانات مجتمعنا وتنسيقها لدعم التلاميذ الأيتام وأمهاتهم، ونقدم أنفسنا كوسطاء من أجلهم.. بين من يقدم العون ويرغب في أن يساهم في بناء هذا الفضاء، وبين من يستطيع أن يُعلم ويحفز، ويزرع الأمل في قلوبهم، والأمان لمستقبلهم.